موضوع عن اخطار السيول

                             اخطار السيول


من المعروف أن الصحاري المدارية وهوامشها تعاني بشكل شبه دائم من قلة المياه,حيث يقل المطر وتزداد طاقة التبخر خاصة خلال شهور الصيف الحارة,ومع قلة المطر فإنه عندما يسقط يكون في معظم الحالات في شكل عاصف وفجائى,قد تنتج عنه سيول عارمة وعنيفة للغاية تترك وراءها التخريب والتدمير,ولكنها مع ذلك سرعان ما تختفي فهي في حقيقتها مجاري مائية مؤقتة تظهر بشكل مفاجىء وتختفي بصورة سريعة ولكنها ذات بصمات واضحة في تلك البيئات خاصة بالمناطق الجبلية المرتفعة ذات السفوح المنحدرة والتي عادة ما تتعرض لفياضانات سيلية في الأودية العميقة التي تقطعها والتي تسمى محلياً بالخوانق وكذلك عندما تنتهي مياه السيول المتدفقة باتجاه المراوح الفيضية - في حالة وجودها - وتسبب تخريباً في كل مظاهر الاستخدامات الأرضية فوق سطح المروحة من مباني وأراضي زراعية وغيرها يقل التأثير التخريبي بشكل مضطرد من قمة المروحة باتجاه قاعدتها.

ونظراً لكون الأودية في المناطق الجافة نادراً ما تتعرض للجريان السيلي حيث يفصل بين السيول فترات زمنية طويلة فإن سكان تلك المناطق كثيراً ما يتناسون أخطار الفيضانات السيلية ويتعايشون مع وضع بيئي مؤقت,والكثير منهم يشيدون مساكنهم في مناطق أخطار محتملة,ربما لعدم الدراية أو لظروف اقتصادية متدنية مثلما حدث في مدينة القصير على البحر الأحمر عندما استقر العمال القادمون من الوجه القبلي في بطن وادي عمبجة قرب المصب,وعندما تعرض هذا الوادي لسيل جارف عام 1977 اكتسح كل المساكن وترك آثاراً تخريبية شديدة وإن كانت المساكن الواقعة على المناسيب المرتفعة في منطقة العدوة لم تتعرض للتخريب.وهناك أمثلة عديدة مماثلة لم تتخير مواقعها الآمنة اختياراً صحيحاً مثل بعض القرى السياحية الحديثة على ساحل البحر الأحمر في مصر والتي تخيرت مواضع نهايات لأودية سيلية مما يجعلها عرضة للتدمير بفعل السيول.

كما يوجد الكثير من المراكز السكنية فوق أسطح مراوح فيضية,وأحياناً في بطون خوانق صحراوية وكلها بطبيعية الحال في غير مأمن من أخطار السيول.فعلى سبيل المثال حدث فيضان سيلي في خانق (الدورادو) قرب لاس فيجاس بولاية نيفادا الأمريكية,تحركت خلاله موجات فيضية بسرعة أربعة كيلو مترات في الساعة وأدت إلى مقتل تسعة أشخاص,وبعد هذه الكارثة التي حلت بالمنطقة في عام 1973 تمت إعادة تخطيط وإعادة توزيع للمباني في مواضع بعيدة عن أخطار السيول المرتقبة بالمنطقة.  
أضهر التعليقات

fb