موضوع عن أهمية الصلاة ومكانتها


أهمية الصلاة ومكانتها


إن الصلاة صلة بين العبد وبين ربه، وهي ركن من أركان الإسلام، وعليها تنبني ديانة المرء، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، وبها يعرف المطيع من العاصي، ويفرق بين الكافر والمسلم، لذلك قال صلوات الله وسلامه عليه: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».

وكان صلى الله عليه وسلم يرسل الجيوش للقتال، ويأمرهم أن يتبينوا من حال الأعداء، فإذا سمعوهم يؤذنون تركوهم، وإن وجدوهم قد تركوا الصلاة قاتلوهم، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: «آخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وأي شيء ذهب آخره لم يبق منه شيء».

إذا تقرر هذا؛ فاعلموا رحمكم الله أن الصلاة في الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتفقد الناس في الصلاة؛ فإذا سلم قال: أين فلان؟ وأين فلان؟، وقد قال ذات يوم: «لا يزال أناس يتأخرون حتى يؤخرهم الله»، وقد تفقدهم ذات يوم فقام مغضبًا، وقال: «لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أذهب إلى أُناس لا يشهدون الجماعة فَأُحَرِّق عليهم بيوتهم»، ولولا الأطفال والنساء لفعل ذلك صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى هو الذي شرع الصلاة وشرع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ فـي النار.

واعلموا رحمكم الله أن الصلاة الكاملة صلاة الفريضة هي ما كانت في جماعة، ومن لم يصلِّ على الجماعة فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، ويجب تغريبه وتعزيره وردعه وهجره والتشنيع به؛ حتى يعاود الجماعة، أما إن أصر على عدم العودة إلى الجماعة والصلاة مع المسلمين، فقد قال جمع من العلماء: «إنه يقتل، ولو كان يصلي في بيته».

وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم صريح في ذلك، وَهمُّهُ بأن يُحرِّق عليهم بيوتهم لمجرد تخلفهم عن الجماعة مع أنهم مسلمين.

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنكم خير أمة أخرجت للناس؛ لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر؛ وتقيمون الصلاة؛ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.

الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين، وهي امتحان يمتحن الله به عباده، ليعلم من يطيعه ممن يطيع الشيطان، وهي صلة بين العبد وبين ربه، فبشرى للمصلين المخبتين، وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون.
  

إن الله فرض الصلاة وجعلها في خمسة أوقات في اليوم والليلة، ووزعها وبين أوقاتها، ولذلك فمن غيرها عن أوقاتها يعد متعديًا ظالمًا لنفسه باخسًا للصلاة، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر»، فيجب أن تُصلى الصلوات في أوقاتها على الجماعة، ومن تخلف عن ذلك فسينال جزاءه في الدنيا والآخرة، ويجب على أئمة المساجد وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرهم ممن يهمهم أمر الإسلام والمسلمين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن يخبرونا بجميع من يتخلفون عن الصلوات، أو يتعاطون المنكرات، وبهذا تبرأ ذمتهم ونكون نحن المسئولين أمام الله إن لم نجلد من يستحق الجلد ونحبس من يستحق الحبس وننفي من يستحق النفي.


واعلموا أن الدين النصيحة، وأنه يجب على كل فرد منا أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على حد قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه»، فكل إنسان في وقتنا الحاضر يستطيع أن يغير ولو على الأقل بلسانه.

واعلموا أنه يجب على الإنسان أن يأمر بالصلاة كل من يقدر على أمره، فيأمر زوجته بالصلاة ويحضها بالرغبة أو بالرهبة؛ فإن أصرت على ترك الصلاة طلقها في أصح قول العلماء، ويأمر أبناءه وأسرته ومن يقدر عليه وإن لم يفعل ذلك عزر، قال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: ١٣٢]، وينبغي أن يشنع بمن ترك الصلاة وينفر عنه، ولا يعد ذلك نميمة؛ لأنه تحذير للناس من تركها.

فيا أيها المسلمون:
إن من لم يحافظ على أركان الإسلام وأهمها الصلاة فإنه في خطر، ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: ٧٢].

واعلموا أن يد الله على الجماعة، وأن من شذَّ شذَّ  في النار، وأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن أحسن الحديث كتاب الله، واسألوا الله أن يؤلف قلوب المسلمين، وأن يوحد كلمتهم، وأن ينصرهم على أعدائهم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم وحد كلمتهم وقيادتهم، اللهم ابعث لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك.
أضهر التعليقات

fb