موضوع عن شهر شعبان


أولاً: سبب تسميت هذا الشهر بـشعبان:
قال بن حجر - رحمه الله -:"سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك". أ.هـ (الفتح: 4/251).
ثانياً: ما كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر شعبان:
شهر شعبان من الشهور التي جاءت السنة بتعظيمه و تفضيله، و من رحمة الله أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قد بينا لنا ما نصنع فيه مما يقربنا إلى الله.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت:(ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، و كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا).
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، رواه النسائي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:(لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله)، رواه البخاري.
ثالثاً: من كرم الله تعالى في هذا الشهر على العباد:
أنه في هذا الشهر يتكرم الله على عباده بمنتين عظيمتين؛ نحن أحوج ما نكون إليهما:
الأولى: عرض الأعمال على الله، و بالتالي قبوله ما شاء منها.
والثانية: مغفرة الذنوب للعباد من عند الله تكرما، و تفضلا.
و لكي تنال هاتين المنتين؛ فما عليك إلا أن تقوم بما أرشدك إليه النبي -صلى الله عليه و سلم-:  ثبت عند النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر ما تصوم من شعبان، فقال صلى الله عليه و سلم:"ذاك شهر يغفل فيه الناس؛ بين رجب و رمضان، وهو شهر ترفع في الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم".
فالحكمة من إكثاره -صلى الله عليه و سلم- الصيام في شعبان؛ أمران:
الأمر الأول: أنه شهر تغفل الناس عن العبادة فيه؛ و معلوم أن أجر العبادة يزداد إذا عظمت غفلة الناس عنها، وهذا أمر مشاهد؛ فأكثر الناس على صنفين:
صنف انصرفوا إلى شهر رجب و أحدثوا فيه من البدع و الخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان.
والصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان.
الأمر الثاني: أن الأعمال ترفع إلى الله فيه، و أفضل عمل يجعل أعمال العبد مقبولة عند الله هو الصيام؛ و ذلك لما فيه من الانكسار لله تعالى، و الذل بين يديه، و لما فيه من الافتقار إلى الله.
فيشرع لك يا عبد الله أن تصوم شعبان إلا قليلا، أو تكثر من الصيام فيه حتى تقبل أعمالك عند الله.
نسأل الله رب العرش العظيم ان يتقبل أعمالنا، وأعمالكم، وأعمال سائر المسلمين، في هذا الشهر المبارك .

أضهر التعليقات

fb